فإذا كان صفة وأفضال الصلاة على الرسول (صلى الله عليه وسلم) كما سبق فما حال وصفة من لا يصلى عليه (صلى الله عليه وسلم) .
- صفة من لا يصلى على النبى (صلى الله عليه وسلم) :-
(1) - وصفه بالبخل كما جاء عن على بن أبى طالب قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( البخيل من ذكرت عنده فلم يصل على ) صحيح .
(2) – وصفه بالشح قال (صلى الله عليه وسلم) : ( كفى به شحا أن اذكر عند رجل فلا يصلى على ).
(3) – الدعاء عليه بالبعد أى الطرد من رحمة الله وبذلك يحرم الخير ذلك لقوله (صلى الله عليه وسلم) : ( احضروا المنبر فاحضرنا فلما ارتقى درجة قال : آمين ، فلما ارتقى الثانية قال : آمين ولما ارتقى الدرجة الثالثة قال : آمين ، فلما نزل قلنا يا رسول الله لقد سمعنا منك اليوم شيئاً لم نسمعه قال (صلى الله عليه وسلم) : إن جبريل عرض لى فقال : بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له فقلت : آمين ، فلما رقيت الثانية قال : بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت : آمين ، فلما رقيت الثالثة قال : بعد من أدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة قلت :آمين .
(4) – وصفه بالشقاء وذلك من رواية الحديث ( شقى عبد ذكرت عنده ولم يصلى عليك ) .
(5) – الدعاء عليه برغم الأنف ففى رواية عن أبى هريرة – رضى الله عنه – قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ( رغم انف رجل ذكرت عنده فلم يصلى على ) .
(6) – يخطئ طريق الجنة قال (صلى الله عليه وسلم) ( ومن نسى الصلاة على خطئ طريق الجنة ) صحيح .
(7) – أن من جلس فى مجلس فلم يذكروا الله ولم يصلوا عليه (صلى الله عليه وسلم) كان هذا المجلس عليهم حسرة يوم القيامة لحديث أبو هريرة – رضى الله عنه – قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله تعالى فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم ) صحيح وفى رواية ( إلا قاموا عن انتن جيفة )
- المواطن والأوقات التى يصلى عليه (صلى الله عليه وسلم) فيها :-
كلما ذكر اسمه الشريف – فى التشهد الأول – فى التشهد الأخير من الصلاة : وقد اتفق على مشروعية الصلاة على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى هذا الموضع واختلف فى حكمه على النحو التالى :
بعد إجابة المؤذن – عند الشدائد والهم – قبل وبعد الدعاء – فى صلاة الجنازة – عند الحاجة – فى الصباح والمساء – يوم وليلة الجمعة – عند دخول المسجد والخروج منه – عند اجتماع القوم وقبل تفرقهم – وأيضاً إذا ارتكب العبد ذنباً لقوله (صلى الله عليه وسلم) ( صلوا على فإن الصلاة على كفارة لكم ) .
- المواطن التى لا يستحب فيها الصلاة على النبى (صلى الله عليه وسلم) :-
وكره الصلاة عليه عند التعجب ، وقال لا يصلح الصلاة عليه إلا على طريق الاحتساب وطلب الثواب – كره الأحناف للتاجر أن يصلى على النبى عند فتح بضاعته وعرضها على المشترى إذا قصد بذلك تحسين بضاعته وترغيب المشترى لا الاحتساب وطلب الثواب وقالوا ينبغى أن يحمل على الكرهة التحريمية وإذا قصد المثوبة وغيرها فتكون كراهة تنزيهية (والله أعلم) – و يحرم التسبيح والتكبير والصلاة على النبى (صلى الله عليه وسلم) عند عمل محرم ومن ذلك عند الإعجاب بامرأة تمر أمامه أو بمرتكب لمعصية أو غير ذلك .
كذلك يجب على المسلم أن يراجع نفسه فيما يفعله من قسم برسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقد ورد النهى عن أن يقسم المسلم بغير الله تعالى .
- الصيغ المأثورة فى الصلاة على النبى (صلى الله عليه وسلم) :-
(1) عن عبد الرحمن بن أبى ليلى قال : لقينى كعب بن عجرة – رضى الله عنه – فقال : ألا اهدى لك هدية ؟ إن النبى (صلى الله عليه وسلم) خرج علينا فقلنا : يا رسول الله ، قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلى عليك ؟
قال : " قالوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت عى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد " رواه البخارى .
(2) وعن أبى سعيد الخضرى قال : قلنا يا رسول الله هذا السلام عليك فكيف نصلى ؟ قال : " قولوا : اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم .
(3) وعن أبى حميد الساعدى – رضى الله عنه – قال: قالوا: يا رسول الله كيف نصلى عليك ؟ قال: "قولوا: اللهم صلى على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد".
(4) عن أقبى مسعود البدرى قال : أتانا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونحن فى مجلس سعد بن عبادة فقال له بشر بن سعد : أمرنا الله أن نصلى عليك يا رسول الله فكيف نصلى عليك ؟ قال : فسكت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : " قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم فى العالمين إنك حميد مجيد ، والسلام كما قد علمتم " .
- معنى الصلاة على النبى (صلى الله عليه وسلم) :-
قال الله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) فما معنى صلاة الله على النبى (صلى الله عليه وسلم) ؟ وصلاة الملائكة عليه (صلى الله عليه وسلم) ؟ وصلاتنا عليه (صلى الله عليه وسلم) ؟ .. صلاة الله – سبحانه وتعالى – على النبى (صلى الله عليه وسلم) هى ثناؤه عليه وتكريمه فى الدنيا برفع ذكره وفى الآخرة بتشفيعه وقال القشيرى : صلاة الله على النبى (صلى الله عليه وسلم) رحمة واعترض بعض العلماء على ذلك .. أما صلاة الملائكة على النبى (صلى الله عليه وسلم) تعنى الدعاء له والاستغفار وقيل : الصلاة من الملائكة طلب الزيادة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) .. أما صلاة المؤمنين فهى دعاء من المؤمنين إلى الله أن يصلى على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهى منا طلب لعلو مكانته وفيها إظهار لفضله وشرفه والمؤمنون أحق الناس بالصلاة على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لما نالهم ببركة رسالته من الخير ولما يعود عليهم من الخير إذا هم صلوا عليه (صلى الله عليه وسلم) .
- معنى السلام على الرسول (صلى الله عليه وسلم) :-
والسلام بمعنى التحية والانقياد والإذعان وتركم المخالفة قال تعالى : (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)
هل تجوز الصلاة على سائر الأنبياء .. تجوز على سائر الأنبياء بلا كراهة لما روى عن انس مرفوعاً : ( صلوات على أنبياء الله ورسله فان الله بعثهم كما بعثنى ) ويؤكد ذلك ما ورد فى الحديث الصحيح فى الصلاة على النبى (صلى الله عليه وسلم) " كما صليت على إبراهيم " وإذا كانت الأحاديث ورد فيها الصلاة على "آل محمد" فمن باب أولى تكون جائزة على سائر الأنبياء والمرسلين .
- أخى/أختى الاحباء .. وبعد أن عشنا مع فضل الصلاة والسلام على النبى المحتار (صلى الله عليه وسلم) ورأينا الزهور والخيرات التى تعود علينا كلما اطعنا الله بتكرار الصلاة والسلام عليه (صلى الله عليه وسلم) كان علينا أن نتعرف على بعض حقوق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وطاعته ومنها :
طاعته طاعة لله (عز وجل ) لقوله تعالى : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً)
طاعته من أركان الإيمان قال تعالى : (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) .
طاعته سبب فى الهداية قال تعالى : ( وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواُ) .
طاعته سبب فى الرحمة قال تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) .
طاعته تجمع المطيع من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين قال تعالى : (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً) .
طاعته سبب فى دخول الجنة قال تعالى : ( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) .
اتباعه علامة حب العبد لربه وسبب فى حب الله لعبده قال تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) .
اتباعه سبب فى مغفرة الذنوب : ( وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) .
- وقد وردت أحاديث كثيرة فى ضرورة ولزوم الاعتصام بالكتاب والسنة ومنها :-
1 - عن أبى هريرة - رضى الله عنه - أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ( كل أمتى يدخلون الجنة إلا من أبى ، قالوا : يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال : من أطاعنى دخل الجنة ومن عصانى فقد أبى ) رواه البخارى .
2 – عن أبى موسى عن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال : ( إنما مثلى ومثل ما بعثنى الله به كمثل رجل أتى قوماً فقال إنى رأيت الجيش بعينى وإنى أنا النذير العريان فالنجاء ، فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا ، وكذبت طائفة منهم فاصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم . فذلك مثل أطاعتى فاتبع ما جئت به ، ومثل من عصانى وكذب ما جئت به من الحق ) رواه البخارى .
3 – وعن العرباص بن سارية فى حديثه فى موعظة النبى (صلى الله عليه وسلم) انه قال : ( فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) أبو داود وإسناده صحيح .
4 – وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( من احدث فى امرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) متفق عليه .
5 – وعن عائشة (رضى الله عنها) قالت : ( صنع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شيئاً فرخص فيه ، فتنزه عنه قوم ، فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فخطب فحمد الله ، ثم قال : ( ما بال أقوم يتنزهون عن الشىء أصنعه ! فو الله إنى لأعلمهم بالله ، وأشدهم له خشية ) متفق عليه