إنك إذا علمت أن الذي حلَّ بالأمة من ذنوبها استفدت فائدتين هامتين :
1- أن ذلك يدعوك إلى التوبة والعودة إلى الله على وفق الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة بعيداً عن
التعصب والتحزب الممقوتين .
2- إذا علمت الداء الصحيح ودواء ذلك الداء نجوت من أخطاء عظيمه وقع فيها غيرك وقد أضرت بالأمة ومنا مثلاً :
- ظن البعض أن سبب ما حلَّ بالأمة ضعفها وتفرقتها فذهب يجمع الناس من كل حدب
وصوب مهما اختلفوا وتباينوا والكثرة على هذا النحو يست سبباً للنصر حيث قال تعالى:
" ويوم حنين إذ أعجبتم كثرتكم فلم تغن عنكم من الل شيئاَ وضاقت عليكم الأرض بما
رحبت ثم وليتم مدبرين " التوبة الآيه 25 . فالكثرة هنا جرت العٌجْب الذي كان سبب
الهزيمة .
- ظن البعض الآخر أن السبب في الحكام : فراح يدبر لقتلهم واغتيالهم ونحو ذلك مما
أشاع الفساد في الأمة أكثر حيث يقول ابن القيم كلاماً معناه " إن سبب كل فتنه وشر إلى
آخر الدهر هو الخروج على ولاة الأمر " .
- ظن البعض أنه لابد من التحرك وعدم الصمت فذهب ينظم مظاهرات هنا وهنالك وربما
أخذ البعض الحماسة فذهب يخرب ويدمر وربما اشتجر رجال الأمن في تلك الدولة
- أيا كانت – مع هؤلاء المتظاهرين فوقع شر وفساد عريض . وغير ذلك من أسباب غير
صحيحة .. بل سبب النصر هو العمل بطاعة الله والعودة الحميدة إلى الكتاب والسنة بفهم
السلف الصالح والأهتمام بالعلم الشرعي