معناه : التبرج تَكَلّف إظهار مايجب إخفاؤه ، وأصله الخروج من البُرج ، وهو القصر ، ثم استعمل في خروج المرأة عن الحِشمة ، وإظهار مفاتنها ، وإبراز محاسنها .
التبـــــــــــرج في القرآن : وقد ورد التبرج في القرآن في موضعين :
الموضع الأول : في سورة النور ، جاء في قوله سبحانه : ( والقَواعِدُ مِنَ النِساء اللاتي لاَيرجون نِكَاحاً فليسَ عَلَيهِنَّ جُناحُ أَن يَضعنّ ثِيَابَهُنّ غَيرَ مُتَبَرِجَاتٍ بِزيِنَةٍ وَأَن يَستَعفِفنّ خَيرُ لَهُنّ ) النور 60 .
والموضع الثاني : ورد في النهي عنه والتشنيع عليه في سورة الأحزاب في قوله سبحانه : ( وَلاَتَبَرَجَّنَ تَبَرُج الجَاهِليَةَِ الأوُلَي ) الأحزاب 33 .
مًنَافَتـــه للدّين : إن أهم مايتميز به الإنسان عن الحيوان إتخاذ الملابس وأدوات الزينة . يقول الله عزوجل : ( يَابنِي آَدَم قَد أَنزَلنَا عَلَيكُم لِبَاسَاً يُواَريِ سَوآَتِكُم وَرِيشَاً وَلِبَاسُ التَقويَ ذَلِكَ خَيرُ ذَلِكَ مِن آَيَاتِ اِللهِ لَعَلَهُم يَذَّكَّرُون ) الأعراف 26 .
والملابس والزينة مظهران من مظاهر المدنية والحضارة ، والتجرُد عنهُما إنما هو رِدة إلي الحيوانية ، وعودة إلي الحياة البدائية ، والحياة وهي تسير سيرها الطبيعي لايمكن أن ترجع إلي الوراء إلا إذا حدثت لها نكسة تُبدل آراءها وتُغير أفكارها وتجعلها تعود القهقري ، ناسيةً أو مُتناسية مكاسبها الحضارية ، ورُقِيهَا الإنساني .
وإذا كان إتخاذ الملابس لازماً من لوازم الإنسان الراقي ، فإنه بالنسبة للمرأة ألزَّم ، لأنه هو الحِفاظ الذي يحفظ عليها دينها وشرفها وعِزتها وكرامتها وعفافها وحياءها ، وهذه الصفات ألصق بالمرأة وأولي بها من الرجل ، ومن ثَمّ كانت الحِشمة أولي بها وأحَق ، إن أعزّ ماتملكه المرأة - الشرف والحياء والعفاف والمحافظة علي هذه الفضائل محافظة علي إنسانية المرأة في أسمي صورها ، وليس من صالح المرأة ولا من صالح المجتمع أن تتخلي المرأة عن الصيانة والإحتشام ، ولاسيما أن الغريزة الجنسية هي أعنف الغرائز وأشدها علي الإطلاق ، والتَبَذُل مُثير لهذه الغريزة ومًطلِق لها من عِقَالها ، ووضع القيود والحدود والسدود أمامه مما يُخفف من حِدتهَا ويُطفِئ من جذوتها ويُهذِبهَا تهذيباً جديراً بالإنسان وكرامته ، ومن أجل هذا عًنيَ الإسلام عناية خاصة بملابس المرأة ، وتناول القرآن ملابس المرأة مُفصِلاً لحدودها ، علي غير عادة القُرآن فيقول جل عُلاه : ( يَأيُهَا النَبيُّ قُل لأَزواَجِك وَبَنَاتِك وَنِسَاءِ المُؤمِنِنَ يُدنِيِنَ عَلَيهِنَّ مِن جَلاَبيِبِهِنّ ذَلِكَ أَدنَيَ أَن يُعرَفنَ فَلاَ يُؤذَينَ ) الأحزاب 59 .
وتوجيه الخطاب إلي نساء النبي صلي الله عليه وسلم وبناته ونساء المؤمنين دليلُ علي أن جميع النساء مُطالبات بتنفيذ هذا الأمر دون استثناء واحدة منهن مهما بلغت من الطُهر ، ولو كانت في طهارة بنات النبي صلي الله عليه وسلم ونسائه ، ويولي القرآن هذا الأمر عناية بالغة ويُفصِل ذلك تفصيلاً ، فيبين مايحل كشفه ، وما يجب ستره فيقول سبحانه : ( وَقُل لِلمُؤمِنَاتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَارِهِنَّ وَيَحفَظنَ فُرُوجَهُنَّ َولاَيُبدِيِنَ زِينَتَهُن إِلاَ مَاظَهَرَ مِنهَا وَليَضرِبنَ بِخمُرُهِنَّ عَلَيَ جيُوبِهِنَّ وَلاَيُبدِيِنَ زِينَتَهُنَّ إِلاَ لِبعُولَتِهِنَّ) حتي ولو كانت المرأة عجوزاً لارغبةَ لها ولا رغبةَ فيها
وللحديث بقية إن كان في العمر بقية َّ