الإمـام عـبـد الـقـادر الـجـيـلانـي
قـدس الله ســره و رضـي الله عـنـه
فـإن قـال قـائـل : لِـمْ لـَمْ يـطـلـع الله ســبـحـانـه وتـعـالـى عـبـاده عـلـى لـيـلـة الـقـدر يـقـيـنـاً وقـطـعـاً كـمـا أطـلـعـهـم عـلـى لـيـلـة الـجـمـعـة وبـيـنـهـا لـهـم؟؟؟ قـيـل لـه : لـئـلا يـتـكـلـوا عـلـى عـمـلـهـم فـيـهـا، فـيـقـول : قـد عـمـلـنـا فـي لـيـلـة خـيـر مـن ألـف شــهـر، فـقـد غـفـر الله لـنـا عـنـده درجـات وجـنـات ، فـلا يـعـمـلـوا عـمـلاً واطـمـأنـوا، فـيـغـلـب عـلـيـهـم الـرجـاء فـيـهـلـكـوا. وهـذا كـمـا لـم يـطـلـعـهـم عـلـى فـنـاء آجـالـهـم لـئـلا يـقـول مـن كـان فـي عـمـره طـول : أتـبـع الـشــهـوات والـلـذات والـتـنـعـم فـي الـدنـيـا، فـإذا قـاربـت فـنـاء أجـلـي تـبـت واشــتـغـلـت بـعـبـادة ربـي وأمـوت تـائـبـاً مـصـلـحـاً، فـغـيـب الله تـعـالـى عـنـهـم آجـالـهـم لـيـكـونـوا أبـداً عـلـى وجـل وحـذر مـن الـمـوت فـيـحـســنـوا الـعـمـل ويـداومـوا عـلـى الـتـوبـة وإصـلاح الـعـمـل، فـيـأتـيـهـم الـمـوت وهـم عـلـى خـيـر حـال، فـتـصـل إلـيـهـم الأقـســام مـن الـلـذات والـشــهـوات فـي الـدنـيـا، ويـنـجـون مـن عـذاب الله فـي الآخـرة بـرحـمـة الله تـعـالـى .
و قـيـل : إن الله تـعـالـى أخـفـى خـمـســة أشــيـاء فـي خـمـســة :
الأول : أخـفـى رضـاء الله فـي الـطـاعـات
الـثـانـي : أخـفـى غـضـبـه فـي الـمـعـاصـي
الـثـالـث : أخـفـى الـصـلاة الـوســطـى بـيـن الـصـلـوات
الـرابـع : أخـفـى ولـيـه فـي خـلـقـه
الـخـامـس : أخـفـى لـيـلـة الـقـدر فـي شــهـر رمـضـان