الرسالة الأولى
إلى من يفطر عمدا بدون عذر شرعي في شهر رمضان
إلى كل من يفطر عامدا في شهر رمضان بغير بدون عذر شرعي أقول: ألا تعلم يا هذا ما أعده الله من سوء العاقبة لمن يفعل مثلك فعلتك المنكرة هذه... فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : بينما أنا نائم أتاني رجلان فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلا وعراً فقالا : اصعد فقلت : إني لا أضيقه ، فقالا: إنا سنسهله لك فصعدت ، حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة ، قلت : ما هذه الأصوات ، قالوا : هذا عواء أهل النار. ثم انطلقا بي ، فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم ، مشققة أشداقهم ، تسيل أشداقهم دماً ، قال : قلت : من هؤلاء ؟ قال : الذين يفطرون قبل تحلة صومهم ..الحديث ) صحيح الترغيب برقم 1005.قوله : بضبعي : أي بعضدي. ، قوله : قبل تحلة صومهم : أي يفطرون قبل وقت الإفطار.
أعلم يا هذا أنك لو راجعت ما في صيام شهر رمضان من فضل لأحببت الصيام و لما تجرأت على أن تفطر ولو لحظة لما للصائم من فضل عظيم، فلا تبخل على نفسك بالتفقه في دينك والتعبد إلى ربك حتى تنجو من عذابه وتدخل جنته مع الصائمين من باب الريان .
يا هذا أليس عيب عليك وأنت مسلم وبالغ وعاقل أن ترفض طاعة سيدك الذي خلقك ووهبك كل ما أنت فيه من نعم وغيرك من الأطفال صغار السن يجاهدون حتى يصوموا لله تبارك وتعالى رغم أنهم غير مكلفين....
وأنت أنت إذا ما قال لك الطبيب لابد أن تأتي غدا صائما لإجراء تحليل معين أو نحو ذلك ..... ستأتيه رغم أنفك صائما ولا تستطيع مخالفة أمره ، فأيهما أحق بالطاعة أيها المسكين آلذين خلقك ويستطيع أن يدمرك تدميرا ولن يمنعك أحد من قبضته أم عبد فقير ضعيف مثلك ما هو إلا سبب سببه الله لشفائك ، فاتق الله وانو من الآن أن تصوم شهر رمضان كاملا لتحوز ما فيه من الفضائل وتنجو من عذاب الله .
الرسالة الثانية
إلى تارك الصلاة
عبد الله ... يا من أسرفت على نفسك وحرمتها لذة التقرب إلى الله والسجود لله والوقوف بين يديه والتلذذ بقراءة كلامه ...
ها أنت ذا تذهب إلى الخلق وتشكو إليهم حاجتك وما أنت فيه من مشاكل ومتاعب ... أيها المسكين تشكو من يرحم إلى من لا يرحم ، ألا يجدر بك أن تسجد بين يدي خالقك وتقترب منه وتبث إليه شكايتك وحاجتك قال تعالى (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ)- العلق19- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد . فأكثروا الدعاء) رواه مسلم 482.
يا عبد الله ... ها قد شحذ الطائعون همتهم لاستقبال هذا الشهر المبارك والإكثار فيه من الطاعات لأن أجر الطاعات فيه مضاعف ، وأنت لا تزال نائما عن طاعة ربك وخالقك ومولاك وتبارزه بالعصيان ... حري بك يا عبد الله أن تعود إلى ربك وتتوب إليه قبل أن تندم في وقت لا ينفع فيه الندم .
فابدأ من الآن واجعل شهر رمضان محطة للتزود بوقود الطاعة وانطلق نحو رضوان الله وجنته ولا يستهوينك الشيطان فيوقعك مرة أخرى في هذه الكبيرة العظيمة بعد أن ينقضي شهر رمضان وأعلم جيدا أن عاقبة تارك الصلاة وخيمة جدا كما جاءت بذلك النصوص الصحيحة كما قال تعالى : {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} -مريم59- ، وغي واد في جهنم بعيد قعره ، شديد حره ، تستعيذ منه أودية جهنم ، أعاذنا الله وإياكم من جهنم وعذابها .
الرسالة الثالثة
إلى العاق لوالديه
يا من سقط في هذه الهوة السحيقة –هوة عقوق الوالدين أو أحدهما- أعلم هدانا الله وإياك أن الله جل وعلا قرن بر الوالدين بطاعته في غير ما موضع من كتابه منها قوله تعالى {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }-الإسراء23-
وقد أوصى الله الأبناء ببر الوالدين في خمسة مواضع من كتابه، وأوصى الآباء بالأبناء في موضع واحد فقط {يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ}-النساء11-
وأما عن فضل بر الوالدين في السنة فهو كثير جدا ومنه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "سألتُ النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ العمل أحبُّ إلى الله تعالى؟ قال: الصلاة على وقتها؛ قلت: ثم أيُّ؟ قال: بر الوالدين؛ قلت: ثم أيُّ؟ قال: الجهاد في سبيل الله".
و روى بن ماجة في صحيحه عن معاوية بن جاهمة السلمي (.... فقلت يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة قال: ويحك أحية أمك؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال: ويحك إلزم رجلها فثم الجنة (.صححه الألباني –صحيح بن ماجه 2259-
فكيف تضيع هذا الفضل وغيره من الفضائل وتسقط في هوة العقوق ، بل إن الله أوصى الولد ببر الوالدين حتى وإن كانا كافرين فكيف بك وقد وهبك الله والدين مسلمين ، وحرم غيرك من أن يكون له والدين ينعم بدفئهما ورعايتهما وحبهما وعطفهما ، فاحمد الله واشكره على ما أنت فيه من نعمة ، وذلك بأن تكون أبر الناس بوالديه .
ها قد اقترب موسم الطاعات فلا تدخله بالله عليك إلا وقد جعلت والديك راضيين عن إلا فيما يغضب الله تعالى فإنه (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) -صحيح الجامع 7520-
ولا تعد إلى عقوقهما ثانية ولو بكلمة (أف) حتى تنال منهما دعوة صالحة عسى الله أن يكتب لك بها الفلاح في الدنيا والآخرة.
الرسالة الرابعة
إلى المتبرجة
أيتها الجوهرة الغالية ...
اعلمي وفقنا الله وإياك لما فيه الخير أن أعداء الله إنما يريدوا أن يهلكوا هذه الأمة من قبلك ، فهم يعلمون جيدا أنك نصف المجتمع وتلدي للمجتمع النصف الآخر وتنشئيه حتى يكون ذخيرة المجتمع المسلم ، لذلك فهم يريدون أن يستخفوا بعقلك الغالي ، ويريدون أن يدمروا المجتمع بك ، فهم يريدون أن يجعلوك سلعة رخيصة يريدونك أن تباعي بثمن بخس دراهم معدودة وأن نكون فيك من الزاهدين ، فجهدوا في أن يزيلوا عنك شعار دينك ، ورمز عفتك ، وأن تعصي أمرك ربك بتبرج الجاهلية ، واختبئوا خلف شعارات ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب مثل (تحرير المرأة) وغيرها من الشعارات الباطلة ، فالغرب يريدونك أن تكون مثل نسائهم -عياذا بالله- يريدونك -أعزك الله- كالمزبلة يرمى فيه كل خبث ، وكما قال عثمان رضي الله عنه (ودت الزانية لو زنى النساء كلهن)
وربك يريد لك العفة والطهارة لذلك فرض عليك الحجاب فقال جل وعلا {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} -الأحزاب59-
ونهاك عن التبرج فقال : {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} -الأحزاب33-
أختاه إذا ما ذهب أحد إلى -الجزار- ليشتري منه لحما فوجد هذا اللحم مكشوفا للأتربة وقد تجمع عليه الذباب ، فهل يا ترى سيشتري منه ؟ أم سيشتري من الآخر الذي حافظ على لحمه من الذباب والأتربة والقاذورات؟
أختاه هذا الجزار يخشى على لحم الأبقار وغيرها أعزك الله من القاذورات والذباب ، أفلا يجدر بك أن تحافظي على لحمك من الذئاب والكلاب .
دينك يريدك أن تكوني كالجوهرة .... فلو أن رجلا عنده جوهر هل سيجعلها في أي مكان مكشوف ، ويجعلها عرضة للأيدي العابثة ؟ أم سيجعلها في علبة جميلة رائعة تليق بها ثم يضعها في خزانة آمنة حتى تكون نقية محفوظة من الخبث والعبث .
فمن الآن أختاه تستري بحجابك الشرعي ولا تكون سلاحا في يد أعداء الله يقتلونا به كيفما شاءوا وها قد اقترب شهر رمضان فهل ستكونين مندوبة عن الشياطين المصفدة فتقومي بما يعجزوا عنه في هذا الشهر من إفساد الصيام على الصائمين ...أم إنك ستكونين كالجوهرة الغالية النفسية التي تطيع ربها وتكون حربا على أعداء الله وتخرج لنا الجيل الذي ينهض بأمتنا نحو المعالي ، رزقنا الله وإياك جنة الفردوس {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً}-النساء69-
واعلمي أن أعداء الله لن يكفوا عن محاربتك بعد أن تصيري عفيفة بحجابك لذلك اعتزي بحجابك وليكن لسان حالك