بسم الله الرحمن الرحيم "
فأنت إذا عددت حروف هذه الآية لوجدتها ( 19 ) حرفاً. هذه حقيقة مادية ملموسة لا يستطيع أحد أن ينكرها أو يجادلك فيها، لأنها ليست تفسيراً أو تخميناً أو أستنتاجاً. وأكتشف أن كل كلمة في هذه الآية المعجزة تتكرر في القرآن الكريم كله عدداً من المرات هو دائماً من مكررات ( مضاعفات ) الرقم ( 19 ) .
1. كلمة " اسم " تتكرر في المصحف الشريف ( 19) مرة .
2. كلمة " الله " تتكرر في الكتاب العزيز ( 2698 ) مرة .
3. كلمة " الرحمن " تتكرر في القرآن الكريم ( 57 ) مرة .
4. كلمة " الرحيم " تتكرر في القرآن الكريم ( 114 ) مرة .
ومن المعروف أن عدد سور القرآن الكريم ( 114 ) سورة ، وكـل الأرقـــــــــــــــــــام السابقة من مكررات ( مضاعفات )الرقم ( 19 ) أي أنها تقبل القسمة على الرقم ( 19 ) من دون باقي .
ثم هل للرقم ( 19 ) ذكر أو دلالة خاصة في القرآن الكريم ؟ نعم نحد الرقم ( 19 ) في سورة المدثر، ونجده مذكوراً بالنسبة لأولئك الذين يدّعون أن القرآن من قول البشر، قال الله تعالى :
كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدا(16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودا(17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّر(18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّر(19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّر(20) ثُمَّ نَظَر(21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَر(22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَر(23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَر(24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَر(25) سَأُصْلِيهِ سَقَر(26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَر(27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَر(28) لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَر(29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَر(30) ................. سورة المدثر( 16 – 30 )
إن هذا الرجل وهو الوليد بن مغيرة المخزومي أحد رؤساء قريش يقرر أن القرآن الكريم من قول البشر ويخبرنا الله سبحانه وتعالى بأن عذابه سيكون تحت إشراف تسعة عشر من خزنة النار .
وفي ترتيب الوحي، نجد أن سيدنا جبريل عليه السلام عندما جاء بالوحي لأول مرة جاء بالآيات الأولى من سورة العلق:
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق(1) .................. سورة العلق ( 1 )
هذه الآية لو عددت حروفها لوجدتها ( 19 ) حرفاً أيضاً .
هذه الحقائق ليست إلا نقطة من محيط هذه المعجزة المادية، ويتضح ذلك في أننا نجد ارتباطاً كاملاً تاماً بين " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم " والحروف الغامضة التي تبدأ بها السور، ويطلق عليها ( الحروف النورانية ) أو فواتح السور، نجد أن الحروف التي تفتتح بها بعض السور ( 14 ) حرفاً، لا تدخل هذه الحروف النورانية في تركيب ( 14 ) فاتحة، وهذه الفواتح تتواجد في ( 29 ) سورة، فإذا جمعنا ( 14 ) حرفاً نورانياً، و( 14 ) فاتحة، و( 29 ) سورة تفتتح بالأحرف النورانية لظهر لنا الناتج ( 57 ) وهذا الرقم يساوي ثلاثة أضعاف الرقم ( 19 ) التي هي عدد أحرف " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم " فهناك علاقة قوية وعجيبة محورها دائماً الرقم ( 19 ) .
ولنبدأ بحرف واحد من هذه الحروف النورانية ( فواتح السور ) وليكن حرف ( ق ) على سبيل المثال، هذا الحرف ( ق ) يتواجد في سورتين هما: سورة ( ق )، وسورة ( الشورى ) الذي أتى فاتحة لكل منهما، فأنت إذا عددت الحرف ( ق ) في سورة ( ق ) لوجدته يتكرر ( 57 ) مرة ، أي ثلاثة أضعاف الرقم ( 19 ) ثم إذا عددت الحرف ( ق ) في سورة ( الشورى ) ستجد نفس الرقم ( 57 ) مرة أيضاً، علماً أن سورة الشورى أطول من سورة ( ق ) بمرتين ونصف . فسبحان الله العظيم .
هذه المعجزة تلمسونها وترونها، وإذا أضفت ( 57 ) عدد تكرار الحرف ( ق ) في سورة ( ق ) إلى ( 57 ) عدد تكرار الحرف ( ق ) في سورة ( الشورى ) فإن المجموع ( 114 ) وهذا الرقم أيضاً من مضاعفات الرقم ( 19 ) وهو عدد سور القرآن الكريم أيضاً، فإذا كان الحرف ( ق ) يرمز إلى القرآن الكريم ـ وهذا احتمال قوي جداً ـ فإن هذا يعني أن الـ ( 114 ) سورة هي القرآن كله ولا شيء غير القرآن .
وهذا مثال عن التحكم والإحكام في توزيع الحروف النورانية الأبجدية في القرآن الكريم التوزيع القائم على الرقم ( 19 ) ، هذه أية قصيرة نمر عليها مرور الكرام ولكن فيها الإجاز العظيم :
" وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوط ٍ(13) " .............. سورة ق ( 13 ) .
تأمل معي أخي الكريم .. رعاك الله هذه الآية ستجد أن النسق القرآني في سياق الحديث عن قوم لوط يشير إليهم بجملة " قَوْمُ لُوطٍ " ففي جميع السور التي جاء فيها ذكر للوط عليه السلام وقومه يكون النسق القرآني واحد وهو " قَوْمُ لُوطٍ " حيث جاء هذا النسق ( 7 ) مرات في مجمل القرآن الكريم ، ولكن عندما نأتي إلى سورة ( ق ) فإن القرآن الكريم في هذه السورة بالذات يتخلى عن النسق المعتاد ،وليسميهم " إِخْوَانُ لُوط " بدل أن يسميهم كما هي عادته في السور الأخرى " قَوْمُ لُوطٍ " ، وهنا نسأل ماذا يحدث لو أن كلمة " قَوْمُ " استخدمت هنا كما هي العادة في القرآن الكريم ؟ طبعاً سيزيد عدد تكرار الحرف ( ق ) في سورة ( ق ) ويصبح ( 58 ) مرة وبذلك لا يكون من مضاعفات الرقم ( 19 ) وبالتالي يكون غير مساوي لعدد الحرف ( ق ) في سورة ( الشورى ) وبناءً عليه لا يصبح مجموع الحرف ( ق ) في كلا السورتين مساوياً ( 114 ) مرة الذي يدل على عدد سور القرآن الكريم . أي يختل النظام ويختفي، ترون إنه إذا حدث أي تحريف أو تحوير في كلمة يكون الحرف ( ق ) أحد حروفها مثل : " قد " ، أو " قال " ، أو " فوقهم " , أو " يخلق " ... إلى غير ذلك في سورة ( الشورى أو في سورة ( ق ) فإنه لا محالة سوف يؤدي ذلك إلى خلل النظام العددي وتختفي هذه الظواهر الإعجازية ، فسبحان الله الذي وضع كل شيء بقدر .. قال تعالى:
" اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ " .... الرعد ( 8 )
فسبحان الله المبدع الحافظ لهذه الكتاب المعجزة ، نعم المعجزة لبقائه محفوظاً من التحريف والتبديل منذ نزوله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها رغم أنه نزل بين البدو الذين لم يدرسو علم المكتبات أو علم التنسيق أو الإهتمام بالبحث العلمي، أقول ورغم ذلك بقى القرآن الكريم محفوظاً من التبديل .. فسبحان الله رب العالمين .. وصدق الله العظيم حيث قال :
" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " ...... الحجر ( 9 )
وهذا النظام العددي القائم على الرقم ( 19 ) من أحد وسائل حفظ القرآن الكريم . فسبحان الله العظيم .