يقول اللهُ عزوجل : ( والقَواعِدُ مِنَ النِساءِالَلاتيِ لاَيَرجُونَ نِكَاحَاً فَلَيسَ عَلَيهِنّ جُنَاحُ أَن يَضعنَ ثِيَابَهُنَّ غَيرَ مُتَبرِجَاتٍ بِزينَةٍ وَاَن يَستَعفِفِنَ خَيرُ لَهُنَّ ) النور 60 .
ويهتم الإسلام بهذه القضية ، فيُحدد السن التي تبدأ بها المرأة الإحتشام ،فيقول الرسول صلي الله عليه وسلم : ( ياأسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلُح لها أن يُري منها إلا هذا وهذا ، وأشار إلي وجهه وكفّيه ) والمرأة فِتنة ، ليس أَضَرُ علي الرجال منها ، يقول الرسول صلي الله عليه وسلم : ( إن المرأة إذا أقبلت أقبلت ومعها الشيطان ، وإذا أدبرت أدبرت ومعها الشيطان ) .
وتجرُد المرأة من ملابسها وإبداء مفاتنها يَسلُبها أخص خصائصها من الحياء والشرف والعِفة ، ويهبط بها عن مستواها الإنساني ، ولايُطهرها ماالتصق بها من رِجس إلا جهنم يقول الرسول صلي الله عليه وسلم : ( صِنفَان من أهل النار لم أرَهُمَا ، رجال بإيديهم سياط كأذناب البقر ونساءُ كاسياتُ عارياتُ ، مائلات مًمِيلات ، لايدخُلنَّ الجنة ولايجِدَنّ ريحهَا ، وأن ريحهَا لايُشَم من من مسافة كذا وكذا ) وفي في عهد النبوة كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يري بعض مظاهر التبرج ،فيلفت نظر النساء إلي أن هذا فِسق عن أمر الله ، ويُحمِلّ الأولياء والأزواج تبعة هذا الإنحراف ويُنذرهُم بعذاب الله .
1- عن موسي بن يسار رضي الله عنه قال : ( مرّت بأبي هريرة إمرأة وريحُهَا تعصِف ، فقال لها أين تُريدين ياأمة الجبار ؟ قالت : إلي المسجد ، قال : وتطيبتِ ؟ قالت : نعم : قال : فارجعي فاغتسلي ، فإني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ( لايقبل الله صلاة من امرأة خرجت إلي المسجد وريحها تعصف حتي ترجع فتغتسل "وإنما أمر بالغُسل لذهاب رائحتها .
2- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( أيمَا امرأة أصابت بخور فلاَ تشهَدَنَّ العشاء ) أي الآخرة . رواه أبوداود والنسائي .
3- ورُيَ عن عائشة رضي الله عنها : ( بينما رسول الله صلي الله عليه وسلم جالس في المسجد، دخلت إمرأة من مُزينة تَرفُل ، أي تختال في مشيتها ، في زينةٍ لها في المسجد ، فقال النبي صلي الله عليه وسلم : ياأيها الناس ،انهوا نساءكم عن لبس الزينة والتبختُر في المسجد ، فإن بني إسرائيل لم يُلعَنوا حتي لبس نساؤهم الزينة وتبختروا في المساجد ) رواه ابن ماجه
وكان عمر رضي الله عنه يخشي من هذه الفتنة العارمة فكان يمنعها في مهدها قبل أن تستشري ، علي قاعدة " الوقاية خيرُ من العلاج " ، فقد رويَ عنه أنه كان يتعسس ذات ليلة فسمِع إمرأة تقول :
هل من سبيلٍ إلي خمرٍ فأشربهَا .......... أم هل من سبيلٍ إلي نصر بنِ حجَاجِ
فقال : أما في عهد عمر فلاَ ، فلما أصبح إستدعي نصر بن حجاج ، فوجده من أجمل الناس وجهاً ، فأمر بحلق شعره ، فاذداد جمالاً ، فنفاه إلي الشام
سبب الإنحــــــــــــراف : وقد سَببَ الجهل والتقليد الأعمي الإنحراف عن هذا الخط المستقيم ، وجاء الإستعمار ونفخ فيه وأوصله إلي غايته ومداه ، فأصبح من المُعتاد أن يجد المسلم المرأة المسلمة مُتبَذِلة ، عارضة مفاتنها ، خارجة في زينتها ، كاشِفة عن صدرها ، ونحرها ، وظهرها ، وذراعها ، وساقها ، ولاتجد غضاضة في قص شعرها ، بل تجد من الضروري وضع الأصباغ والمساحيق ، والتطيب بالطيب ، واختيار الملابس المُغرية ، وأصبح لموضات الأزياء مواسم خاصة يُعرض فيها كل لون من ألوان الإغراء والإثارة ، وتري المرأة من مفاخرها ومن مظاهر رُقيهَا أن ترتاد أماكن الفجور والفسق والمراقص والملاهي والمسارح والسينما والملاعب والأندية ، ومازاد الطين بِلة ، وجود البنات علي المقاهي يُدخِنون الشيشة وحسبنا الله ونعم الوكبل ، وتبلغ منتهي هبوطها في المصايف وعلي البلاجات ، وأصبح من المألوف أن تُعقَد مُسابقات الجمال ، تُبرز المرأة جسدها أمام الرجال ، ويُوضع تحت الإختبار كل جزء من جسدها أمام الناس وعلي الهواء مباشرةً ، ويُقاس كل جزء من جسدها علي مرأي ومسمع من المتفرجين والمتفرجات ، والعابثين والعابثات ، وللصحف والتلفزيون اللعين ، وغيرها من أدوات الإعلام مجال واسع في تشجيع هذه السخافات ، والتغرير بالمرأة للوصول إلي المستوي الحيواني الرخيص ، كما أن لتجار الأزياء سامحهم الله دوراً خطيراً في هذا الإسفاف .
نتائج هذا الإنحـــــــــــراف : وكان من نتائج هذا الإنحراف أن كَثُرَ الفِسق وانتشر الزني ، وانهدم كيان الأسرة ، وأُهمِلت الواجبات الدينية ، وتُرِكَت العناية بالأطفال ، واشتدت أزمة الزواج ، وأصبح الحرام أيسر حصولاً من الحلال . وبالجملة فقد أدي هذا التهتُك إلي إنحلال الأخلاق ، وتدمير الآداب التي إصطلح الناس عليها في جميع المذاهب والأديان ، وقد بلغ هذا الإنحراف حداً لم يكن يخطر علي بال مسلم ، وتفنّنَ دُعاة التحلُل والتَفَسُخ فاتخذوا أساليب للتجميل واستعمال الزينة ، ووضعوا لها منهجاً وأعدوا معاهد وكليات لتدريس هذه الأساليب .
فيا أيتُها الأخت المسلمة : ليس الجمال بالتعري ولا بالمساحيق المُزيفة ولكن الجمال هو جمال القلب والروح فاتقي الله أختي في الله وسيري علي منهج الله وسنة رسوله المصطفي صلي الله عليه وسلم ، تُرضين زوجك ، وتُرضينَ ربك ، ويشفع لكي نبيك ، وإلي لقاء آخر وموضوع آخر